خيـانة عظمى ..كـلمة

خيانة الكلمة ..

..
إنتهى مابيننا ولـ ترحلي عن عالمي ..
آخر كلمات نطقها أحمد وذهب وتوارى حتى خياله أمام ناظريها
تركها مـذهولة ,غير مصدقة ماقال وماجرى
تجمد الدم في عروقها وتقطعت أنفاسها
ولم تعد ترى سوى دوران الاشياء حولها
وصدى كلمات أحمد يتعالى في أذنها
إنتهى مابيننا ولـ ترحلي عن عالمي
وفي كل مرة يرتفع هذا الصدى اكثر فـ اكثر لـ يصم أذنها
والدنيا تدور بها لتنتهي مغمى عليها على ارض غرفتها ,
لـ تستمع لكلمات والدها أفيقي بُنيتي فتحت عيناها وهي تنظر اليه بـ توسل وتكلمه نظراتها المغرورقة بـ الدموع وكإنها تستعطفه المساعدة كي يبرأها ويعيد إليها أحمدها الراحل
همت بـ الكلام ولكن كلماته لا زالت تدوي في أذنيها سـ أخذلكِ ولن أقبل بكِ زوجة
إرتمت بين أحضان والدها وهي تبكي وأغمضت عينيها طالبة بعضاً من هدوء بعد مهديء لـ الاعصاب حقنوها به كي ترتاح
ذهب عنها الجميع وتركوها وحيدة الا من الندم يحرق خلاياها والشوق يلهبها ويقض مضجعها
نظرت الى السقف بعشوائية وفجأة أرتفع سقف الغرفة وتلاشى احست بنسمة هواء باردة كانت تلك ذكرياتها التي تعرض اليها الان كـ فلم في ارقى صالة عرض
سقف غرفتها .!
تذكرت تلك الفتاة التي كرهتها حد الموت حين كانت تحوم حول أحمدها وهي لم تكن بعد قد تجرأت لتخبره بما يخالجها من شعور نحوه
تذكرت رسائلهم ومزحم وكلامهم السطحي العابر
وفجأة ابتسمت وهدأت روحها ..حين عادت الى مخيلتها كلمات الحب التي كان يقسم لها بـ أنه لم يقل ولن يقول أحبك لسواها ثريته الغالية
وبعدها تشويش في شاشة العرض وتوقف كل شيء
وصاحت بـ أعلى صوتها أنا غبية أجل غبية من تخسر هكذا رجل , هكذا قلب , هكذا صدق وأمان ولأجل من ولماذا ؟
تفوهت بـ إسم رجل آخر أمامه بـ غبــاااااء
ظناً منها إنها الصالحة والتقية وكإنها مرسول السعادة لـ البشرية بربكِ إصمتي يـاثريا فـ أنا أكرهك واحتقرك ولم أعد أطيق هذه الروح بهذا الجسد
سافلة رددتها كثيراً على نفسها
لطالما ردد على أسماعها المرأة دائما تقبل القسمة والرجل لايقبل القسمة على اثنين حتى آمنت بكلماته ولكنها مع ذلك نطقت ذاك الاسم المشؤوم
وقتلت علي وأميرة وهم لا زالو علقةً ونطف في الارحام
لطالما تمنى أن تكون أميرة كـ ثريا جمالا واخلاقا وحنانا وطاعة
وأخبرته بـ أن علي سيكون ذو بأس شديد وقوة وقلب طيب ونقي كـ أحمد
ضحت بمستقبل واماني وحب كبير بخيانته بكلمة
بكت بنحيب وضربت وجههاا ورأسها ندما وحزن
وتقوت على احزانها واوجاعها لتتوضأ وتصلي لله طلباً لـ التوبة أن كانت قد أدمت قلب أحمد من دون قصد
يارب وفقه وأسعده وارح باله واجعل حزنه علي بارداً كـ نار ابراهيم عليه السلام حين قلت لها كوني بردا وسلاما
وأرسل اليه قلباً نقياً صادقاً محباً يسعده ويكون له سكناً وأمان
وتحافظ عليه قلباً وقالباً ولسان
وأزدني حباً له ولا تجعلني آرى سواه رجلاً وأعمي عني أعين الرجال
كي ألقاه في جنات الفردوس وهو راضٍ عني
لطالما قال
ثريا حين نتزوج ومات أحدنا وترك الآخر لن نتزوج مرة أخرى لأنني قرأت إن آخر أزواج الدنيا هو زوج الآخرة وأنا اتمناكِ دنيا وآخرة
وسجدت باكية

..
هكذا انتهت قصة أحمد وثريا
بـ خيانة عظمى كلمة
..

.الحب الحقيقي لا ينتهي إلا بموت صاحبه والحب الكاذب يموت عندما يحيا صاحبه